نزار قباني
*****
شؤون صغيرة
تمر بها أنت . . دون التفات
تساوى لدى حياتى
جميع حياتى . .
حوادث . . قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء . .
وألف جزيرة . .
شؤون . .
شؤنك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلى أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها فى زوايا المكان
دوائر . . دوائر
وترحل فى آخر الليل عنى
كنجم ، كطيب مهاجر
وتتركنى ياصديق حياتى
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا . .
فى صقيع انفرادى
وزادى أنا . . كل زادى
حطام السجائر
وصحن . . يضم رمادا
يضم رمادى . .
****
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقى . . إلى
وتجعل بين يديك يدى
يعود لى اللون والعافية
وتلتصق الشمس فى وجنتى
وأبكى . . وأبكى . . بغير إرادة
وأنت ترد غطائى على
وتجعل رأسى فوق الوسادة . .
تمنيت كل التمنى
صديقى . . لو أنى
أظل . . أظل عليلة
لتسأل عنى
لتحمل لى كل يوم
ورودا جميلة . .
****
وغن رن فى بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا . . ياصديقى الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
واحتضن الآلة الجامدة
واعصر أسلاكها البارده
وانتظر الصوت . .
صوتك يهمى على
دفينا . . مليئا . . قوى
كصوت نبى
كصوت ارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلى
وأبكى . . وأبكى . .
لأنك فكرت فى
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلى . .
****
ويوم أجىء إليك
لكى أستعير كتاب
لازعم أنى أتيت لكى أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة . .
وأبقى أنا . . فى ضبب الضباب
كأنى سؤال بغير جواب . .
أحدق فيك وفى المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأنى جئت لغير الكتاب
وأنى لست سوى كاذبة
. . وأمضى سريعا إلى مخدعى
أضم الكتاب إلى أضلعى
كأنى حملت الوجود معى
أشعل ضوئى . . وأسدل حولى لستور
وأنبش بين السطور . . وخلف لسطور
واعدو وراء الفواصل . . أعدو
وراء نقاط تدور
وراسى يدور . .
كأنى عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك . . يا . . ياصديقى الأثير
تركت بإحدى الزوايا . .
عبارة حب قصيرة . .
دنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيئا
سلاما صغيرا . . يعيد السلام إليا
****
وحين نكون معا فى الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعى
أحس أنا ياصديق . .
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقى . .
وأرفع كفى نحو السماء
لتجعل دربى بغير انتهاء
وأبكى . . أبكى بغير انقطاع
لكى يستمر ضياعى
وحين أعود مساء إلى غرفتى
وأنزع عن كتفى الرداء
أحس - وما أنت فى غرفتى - بين يديك
تلفان فى رحمة مرفقى
وأبقى لأعبد يامرهقى
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستانى الأزرق . .
وأبكى . . وأبكى . . بغير انقطاع
كأن ذراعى ليست ذراعى . .
*****
شؤون صغيرة
تمر بها أنت . . دون التفات
تساوى لدى حياتى
جميع حياتى . .
حوادث . . قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء . .
وألف جزيرة . .
شؤون . .
شؤنك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلى أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها فى زوايا المكان
دوائر . . دوائر
وترحل فى آخر الليل عنى
كنجم ، كطيب مهاجر
وتتركنى ياصديق حياتى
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا . .
فى صقيع انفرادى
وزادى أنا . . كل زادى
حطام السجائر
وصحن . . يضم رمادا
يضم رمادى . .
****
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقى . . إلى
وتجعل بين يديك يدى
يعود لى اللون والعافية
وتلتصق الشمس فى وجنتى
وأبكى . . وأبكى . . بغير إرادة
وأنت ترد غطائى على
وتجعل رأسى فوق الوسادة . .
تمنيت كل التمنى
صديقى . . لو أنى
أظل . . أظل عليلة
لتسأل عنى
لتحمل لى كل يوم
ورودا جميلة . .
****
وغن رن فى بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا . . ياصديقى الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
واحتضن الآلة الجامدة
واعصر أسلاكها البارده
وانتظر الصوت . .
صوتك يهمى على
دفينا . . مليئا . . قوى
كصوت نبى
كصوت ارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلى
وأبكى . . وأبكى . .
لأنك فكرت فى
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلى . .
****
ويوم أجىء إليك
لكى أستعير كتاب
لازعم أنى أتيت لكى أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة . .
وأبقى أنا . . فى ضبب الضباب
كأنى سؤال بغير جواب . .
أحدق فيك وفى المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأنى جئت لغير الكتاب
وأنى لست سوى كاذبة
. . وأمضى سريعا إلى مخدعى
أضم الكتاب إلى أضلعى
كأنى حملت الوجود معى
أشعل ضوئى . . وأسدل حولى لستور
وأنبش بين السطور . . وخلف لسطور
واعدو وراء الفواصل . . أعدو
وراء نقاط تدور
وراسى يدور . .
كأنى عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك . . يا . . ياصديقى الأثير
تركت بإحدى الزوايا . .
عبارة حب قصيرة . .
دنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيئا
سلاما صغيرا . . يعيد السلام إليا
****
وحين نكون معا فى الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعى
أحس أنا ياصديق . .
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقى . .
وأرفع كفى نحو السماء
لتجعل دربى بغير انتهاء
وأبكى . . أبكى بغير انقطاع
لكى يستمر ضياعى
وحين أعود مساء إلى غرفتى
وأنزع عن كتفى الرداء
أحس - وما أنت فى غرفتى - بين يديك
تلفان فى رحمة مرفقى
وأبقى لأعبد يامرهقى
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستانى الأزرق . .
وأبكى . . وأبكى . . بغير انقطاع
كأن ذراعى ليست ذراعى . .
الجمعة أكتوبر 19, 2012 3:48 pm من طرف أم عبدو
» عضو جديد
الخميس أكتوبر 20, 2011 10:50 am من طرف محمود حوا
» العشق والأقدار
الأربعاء يوليو 13, 2011 6:29 pm من طرف devoied
» مارأيكم ياأعضاء
السبت مايو 21, 2011 1:33 am من طرف اميرة
» ماقيل عن المرأة
الجمعة مايو 20, 2011 7:43 pm من طرف اميرة
» الى هذه اللحظة
الجمعة مايو 20, 2011 7:39 pm من طرف اميرة
» ترحيب بعضو جديد
الجمعة مايو 20, 2011 7:25 pm من طرف اميرة
» شو مشان البنات؟؟؟
الأحد فبراير 06, 2011 8:16 am من طرف saker057
» تعارف
السبت يناير 22, 2011 4:50 pm من طرف Mo_0ha
» اعلان
الأحد نوفمبر 07, 2010 9:28 pm من طرف هكر القلوب
» رجل تتمناه كل النساء
الجمعة أكتوبر 22, 2010 6:30 pm من طرف Riritty.s
» أمثال كومبيوترجية
الجمعة أكتوبر 22, 2010 6:25 pm من طرف Riritty.s
» حقائق مذهلة عن بيل غيتس
الجمعة أكتوبر 22, 2010 6:03 pm من طرف Riritty.s
» حكمة عن النساء
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:58 pm من طرف Riritty.s
» فيروس سووووري
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:56 pm من طرف Riritty.s